ثوره الـــــــعـــقول
هل الناس تفكر بعقلولها أم تفكر بقلوبها ؟ بصراحة لا أجد إجابة واضحة على هذا السؤال وخصوصاً فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد ، فمع تصاعد الاحداث الخاصة بمذبحة بورسعيد الذى راح ضحيتها 74 شهيد و صدور قرار اتحاد الكرة المصرى والعقوبات التى أتخذها سواء على النادى المصرى أو الاهلى ومدى رد فعل الجماهير سواء هنا او هناك وماحدث من مهاترات وكلام فارغ بين الجانبين وكأنها معركة حربية يستعد ويستبسل كل فريق فى مواجهة الاخر وحرب التصريحات النارية هنا وهناك وياليت حرب التصريحات توقفت عند الجماهير وفقط ولكنها أمتدت لتجد أن هناك اعلاميين مع ذلك واعلاميين مع هؤلاء وأستمرت المعركة لتصل لاعضاء مجلس الشعب وتستمر المهزلة بين جميع أطياف الشعب المصرى.
يجب أن نعود الى رشدنا ونوزن الامور ونضعها فى سياقها الطبيعى فليس من المعقول أن نرى بلدنا تنهار امام أعيننا ونستمر فى هذه المشكلة بل ونزيد دائرة الخلاف ونستمر فى هذه الدائرة المغلقة حتى تقضى علينا جميعاً ، فأزمة بورسعيد لم تقضى على الرياضة المصرية وحسب بل من الممكن ان تدخل مصر بعد هذه الازمة مرحلة اللاعودة.
من يبحث عن طوق نجاة للخروج من هذه الازمة لا يجد سوى أن نسعى لسماع بعضنا البعض فالمشكلة يوماً بعد يوم تزداد تعقيداً ويجب أن نسعى لوضع خطوط عريضة تكون نبراث نهتدى به فى الايام القادمة وهنا أستعرض بعض النقاط التى إذا أخذت فى الحسبان فى المرحلة القادمة من الممكن ان تمر الازمة بسلام : -
1- الرسالة الاولى بالتأكيد يجب ان توجه الى اتحاد الكرة المصرى فبعد حل مجلس زاهر ورفاقه جاء مجلس جديد لا يعلم حتى المهتمين بشئون كرة القدم فى مصر من هم أعضاء الاتحاد ، ولكن جاءت قرارات الاتحاد الجديد لتزيد الامور صعوبة على جميع انحاء المحروسة ، فالعقوبات الموقعة لاترضى الطرفيين فما المانع إذن من ارسال ملف القضية بالكامل الى أروقة الاتحاد الدولى حتى يكون القرار ملزم للجميع ، حيث لايوجد أى حادثة مماثلة فى العالم من الممكن أن تكون هى اساس وضع العقوبات المطبقة على المصرى والاهلى فعندما نترك الامر برمته للفيفا ويكون القرار صادر من الاتحاد الدولى للعبة بالـتأكيد نبرة التخوين والاتهام بالعمالة ستكون اقل وقد تصل الى العدم ، حيث ستكون القرارات صادرة من لوائح وقوانين وليس مجرد فهلوة مصرية.
2- الرسالة الثانية توجه الى الاعلام الرياضى المصرى فببساطة يجب أن يسمعوا ويطبقوا كلمة واحدة وهى "أسكت شوية" فما يحدث داخل الاعلام الان مجرد تصفية حسابات بين الاعلاميين فتجدهم يجلسون امام الكاميرات بالساعات فى برامج بث مباشر ويشعلون الساحة بكرات نار تخرج من أفوههم ، فلنتخيل يوم تطلع عليه الشمس بدون برامج رياضية ، بالتأكيد ستكون الساحة الرياضية أنقى واطهر وأرقى فنحن نتمنى يوم من ايام زمان عندما كنت تشاهد المبارة وكل ما تتمناه بعدها هو مشاهدة إعادة الاهداف والنشرة الرياضية فى نشرة التاسعة ، بالتأكيد التعصب موجود منذ زمن بعيد ولكن ليس بالشكل الذى نراه الان ، فالاعلام بالتأكيد له دور كبير فى ما وصلنا اليه فهو من ساهم فى وضع النار بجوار البنزين حتى أحترقت الرياضة المصرية بالكامل.
3- الرسالة الثالثة توجه الى جمهور النادى المصرى وقبل أى كلام يجب ان نكون متفقين أن الشخص البورسعيدي المعروف ببسالته وتاريخه الملئ بالنضال فى جانب وما حدث داخل استاد بورسعيد فى جانب اخر ، فما هى علاقة هبوط أو تجميد النادى المصرى ببسالة وتاريخ بورسعيد ؟ لا أجد أى ربط بين العقوبات الموقعة على النادى المصرى وما يفعله الجماهير من محاولة للتكسير والخراب داخل مدينة بورسعيد والطامة الكبرى هى محاولة إقتحام المبنى الادارى لقناة السويس ، لو نفكر بهدوء ونعود الى صوابنا ستجد ان تجميد النادى المصرى هو مصلحة كبيرة جداً لكل شخص فى بورسعيد ولكن كيف ذلك؟
الاجابة ببساطة إذا استئنف الدورى المصرى وكافة الانشطة الرياضية داخل البلاد كيف سيخرج اى فريق يمثل بورسعيد فى أى مرحلة سنية للعب فى اى مدينة فى مصر ، ولو أفترضنا توفير الحماية للفريق كيف ستأمن الجماهير على نفسها فى مؤازرة فريقها خارج بورسعيد ، أعلم صديقى البورسعيدى أن ما تفعله الان هو خراب لكل بورسعيدى قبل أى حد تانى ، فما تفعله الان سيجعل من يفكر فى السفر لبورسعيد لشراء إحتيجاته أو التنزه يفكر مليون مرة قبل السفر الى هناك ، اليوم او غداً أو بعد غد ستنتهى هذه الهاله حول أحداث هذه المبارة ولكن ستظل أنت يابورسعيدى بافعالك تندب حظك على ما فعلته تجاه بلدك واهلك لما سيتبقى لبورسعيد من خراب ودمار اقتصادى يشمل البلد بالكامل ونحن جميعاً بالتأكيد فى غنى عنه.
4- الرسالة الرابعة توجه الى جمهور النادى الاهلى وخصوصاً التراس اهلاوى فبالتأكيد هناك حرمة للدماء يجب ان يثور لها مشجعى النادى الاهلى وخصوصاً من شاهد منهم الموت أمام عينيه او من فقد منهم صديقه أو اخوه أو ابنه أو حتى من كان يعرفه معرفة سطحيه فللدماء حرمه يجب أن نقتص ممن أستباح هذه الحرمة وهذا بالتأكيد ما يجب ان يبحث التراس النادى الاهلى ولا يدخل فى مهاترات هبوط المصرى وتغليظ العقوبات فهذا ليس من اختصاصك على الاقل الان فلتبحث عن حقوق شهدائك وتقتص لهم ثم تفكر فى الامور الدنيويه الخاصة بالاستمرار فى الدورى او أى شئ من هذا القبيل .فى النهاية تبقى كلمة وخير الكلام كلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فى حديثه " ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الصرعة تعني الذي يصرع غيره بقوة ويغلبه ، فهل من مستمع لكلام النبى صلى الله عليه وسلم ، هل هناك بعض العقلاء هنا أو هناك للحد من تصاعد الاحداث والحد من الانهيار الاخلاقى والاقتصادى الذى يغزو البلاد نأمل ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق